Admin Admin
عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 15/10/2008 العمر : 31
| موضوع: اخي المغترب لاتنسى درورك الجمعة أبريل 02, 2010 9:02 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم طبيعة بلاد الاغتراب:
إن بلاد الاغتراب – كائناً ما كانت – تختزن من العلوم والطاقات والمعارف والخبرات ما لا يتسع المقام لإحصائه وحصره.
والمغتربون سواء انتقلوا إلى بلاد الاغتراب للدراسة، أو العمل، فإنهم ظلّوا على التزامهم لله ورسوله وعهدهم للدعوة، بإمكانهم أن يقّدموا لإسلامهم خدمات نوعية لا يمكن أن تتاح لأولئك الذين يعملون في الداخل، وإن كان الجميع على ثغور الإسلام، والفريقان لا غنى لأحدهما عن الآخر.
إن التلاقح مع الآخرين، والاستفادة من خبراتهم وعلومهم، والتعرّف إلى الطرق والأساليب المعتمدة عندهم في التخطيط والتنظيم والتأهيل، وهي علوم تجريدية، من الممكن أسلمتها ووضعها في خدمة الإسلام، مما يختصر الأوقات المهدورة، ويحرّك الطاقات المعطلّة والعناصر الجامدة أو المجمّدة.
إن الأمثلة على ذلك كثيرة، وأكثر من أن تحصى، وفي كل مجال، مما يتّسع المجال لتناولها في هذه العجالة..
ومن طبيعة بلاد الاغتراب تنّوع الناس فيها لغة، وقومية، وذهنية، وطباعاً، وأمزجة، وعادات، وتفاليد. مما يثري التجربة ويعطيها بعداً عالمياً، ومما يُكسب الأخ الداعية خبرة لا يمكن أن تتاح له فيما لو بقي في بلده، وبين من يشابهونه ويشابههم في كل شيء، ومما يجعله واقعي التصرف، منظّم الفكر والتصرف، منطقي التحليل والدراسة والتقويم..
فقه العمل الإسلامي في بلاد الاغتراب:
لا بد للعمل الإسلامي في بلاد الاغتراب من فقه يختلف – في القضايا الاجتهادية – والتي تقع ضمن دائرة المتغير لا الثابت، عن فقه العمل في العالم الإسلامي.. وعلى قاعدة قول الرسول e: "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، لا بد وأن يكون الأداء والخطاب الإسلامي في مستوى عقول الناس، سواء كانوا مسلمين وافدين، أو مسلمين أجانب، أو أجانب غير مسلمين.
1- إن الأداء والخطاب الإسلامي مع المسلمين الوافدين من البلاد الإسلامية، يختلف أسلوباً وبعداً وهدفاً عن غيره، وله خصوصتيته وخصائصه. والهدف المحوري مع هذا الفريق يجب أن يتمحور حول دفعهم إلى الالتزام الإسلامي، وإلى التعاون وعدم التفرّق والانقسام، إلى أن يعطوا الأجانب صورة مشرّفة عن الإسلام. إضافة إلى تهيئتهم وتحضيرهم ليكونوا بعد عودتهم إلى أقطارهم جنوداً ومساندين للعمل الإسلامي..
2- أما الخطاب والأداء الإسلامي مع المسلمين الأجانب، فيجب أن يتمحور حول تأصيل معرفتهم بالإسلاموالتزامهم به، والاستفادة من آرائهم وتصوراتهم ومقترحاتهم في العمل للإسلام والدعوة إليه. ويمكن للحركة أن تستفيد كثيراً من زوايا التفكير التي لدى هؤلاء، والتي تختلف بشكل كبير عن زوايا التفكير عندنا.
3- أما الأداء والخطاب الإسلامي مع غير المسلمين، فيجب أن يختلف بشكل جذري عمّا هو مع المسلمين. إن مادة الخطاب يجب أن تلامس عمق المشاكل التي يعيشون، وتحرك العقول والمشاعر في الاتجاه الصحيح، والفطري، والذي هم عنه غافلون.
ويجب أن ندرك أن الناس في بلاد الاغتراب في ضياع وفراغ روحي، وقلق ويأس نفسي وسريعي التجاوب مع من يحرّك عواطفهم، ويستثير انتابهم، ويشدهم إلى ما يبعث في نفوسهم الطمأنينة، وإلى ما يبلسم جراحاتهم النفسية العميقة.
وهذا ما يجعل الدعاة في بلاد الغتراب سفراء للإسلام، فإما أن يحسنوا السفارة، وإما أن يسيئوا إليها، وإما أن يكونوا أداة اجتذاب للإسلام أو أداة تنفير، وفتنة للذين كفروا..
وهنا يأتي دور الدعوة بلسان الحال، ومن خلال المعاملة، وليس فقط من خلال لسان المقال والدعوة الفطرية إلى الإسلام. وفي المثل: (إن لسان الحال أوقع وأبلغ من لسان المقال).
مقومات العمل الإسلامي في بلاد الاغتراب:
إن للعمل الإسلامي في بلاد الاغتراب مقومات قد لا تكون متوفرة في أقطار العالم الإسلامي، والتي تواجه فيها الحالة الإسلامية ضغوطاً متعددة، مما يجعل التنسيق والتعاون بينهما سبيلاً إلى التكامل على كل صعيد..
1- إن مناخ الحرية المتاحة – والتي بدأت بالانحسار في الفترة الأخيرة – يجعل العمل الإسلامي متحركاً بلا ضغط، يلحظ سلّم الأوليات، والتوازنات، وسنة التدرج والتطور، مما يكسبه واقعية وثباتاً واستمرارية، ولا يجعله قفزاً في الفراغ، أو ردّات لأفقال اللآخرين. وهذه مزية يجب الاستفادة منها.
2- وإن مناخ العلمية والتقدم، في مجالات التطور الصناعي والتقني على كافة الصعد، يتيح للعاملين في بلاد الاغتراب فرص الاستفادة من هذا التطور، وبالتالي نقله إلى البلاد الأم كيما تستفيد منه الحركة الإسلامية، في كافة خطواتها ونشاطاتها وأعمالها. 3- أما مناخ الحرية الاقتصادية، فإن من شأنه أن يمنح الحركة الإسلامية فرصاً للتثمير المالي، في العديد من المشاريع التجارية والصناعية والسياحية وغيرها، وبخاصة في حالات تعثّر الأوضاع الاقتصادية في العالم الإسلامي.
4- ويضاف إلى ذلك مناخ حرية التعبير، الذي يمنح الحركة الإسلامية فرصة امتلاك العديد من الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية، وبخاصة بعد أن أصبحت وسائل الإعلام في العالم الإسلامي أسلحة حرب على الحركات الإسلامية، أداة تعتيم على نشاطاتها المختلفة..
5- أما التعددية القطرية في بلاد الاغتراب فتعتبر من المقومات الهامة في صياغة المشروع الإسلامي العالمي، بعد تشكيل الشخصية الإسلامية العالمية بما يتكافأ مع هذه المهمة.
6- أما الأهم من هذه المقومات، فهو الدور الذي يمكن أن يضطلع به المغتربون، في تقديم الإسلام إلى العالم كرسالة إنقاذ مما تعاني منه من مشاكل على كل صعيد، ولتترجم الجملة التي قالها الدكتور مراد هوفمان: الإسلام هو الطريق الوحيد للبشرية: (Islam is the only way for Humanity).
دور المغتربين في المشروع الإسلامي القطري:
إن دور الإخوة المغتربين في الإطار القطري يتلخص بما يلي:
1- تحقيق تماسكهم وانتظامهم، وقيامهم بما هو مطلوب منهم من قبل القيادة القطرية، وعلى كافة الصعد التربوية والدعوية والحركية وغيرها.
2- قيامهم باجتذاب الجالية الإسلامية القطرية التي ينتمون إليها، من خلال النشاطات العامة، والزيارات الخاصة، والعلاقات التجارية والعلمية وغيرها.
3- قيامهم بدعوة الجالية القطرية غير الإسلامية، بالحكمة والموعظة الحسنة، من خلال نشاطات مدروسة، وزيارات هادفة، وقدوة حسنة، تلفت إلى جمال الإسلام وتحبب به وتقرب إليه، وعلى أساس القاعدة النبوية "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا " وفق قوله تعالى ]وقولوا للناس حسناً[ وقوله: ]ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن[
4- إسهامهم بتطوير العمل الإسلامي القطري، من خلال أفكار ومقترحات ومشاريع تقدّم إلى الجهات المعنية.
5- إسهامهم بتنمية الموارد المالية القطرية، عبر اقتراح مشاريع تجارية وصناعية تثميرية، من شأنها تأمين عائدات مادية، تساعد على سد حاجات العلم في جوانبه المختلفة.
دور المغتربين في المشروع الإسلامي العالمي أما على صعيد الدور الإسلامي العالمي فلا بد من ملاحظة التالي:
1- السعي إلى توحيد العمل الإسلامي في بلاد الاغتراب، والابتعاد عن معترك النزاع والصراع.
2- تقديم تصورّات عصرية، وأفكار متطورة من شانها أن ترتفع بجهوزية الحركة الإسلامية، وتضاعف من قدرات استيعابها للآخرين، وذلك من خلال اعتماد سياسة التأهيل للقيادات وللأجهزة كما للأفراد، تحقيقاً وتأميناً لتوافر البدائل التي يحتاجها المشروع الإسلامي علىكل صعيد. 3- السعي إلى اجتذاب الجاليات الإسلامية للعمل والدعوة من خلال برامج خاصة ونوعية.
4- السعي إلى اجتذاب أصحاب الفكر، ومواقع القرار، في العالم الغربي من خلال ندوات تعقد، ومحاضرات تقام، وكتب تهدى، من شأنها جميعاً أن تقدّم صورة مشرقة عن الإسلام، بدل الصور المشوهة التي يعمل على تأصيلها وترشيخها من قبل القوى المعادية للإسلام.
5- الاستفادة من الشخصيات التي اعتنقت الإسلام، وبخاصة تلك كانت على مواقع هامة، من أمثال:
- روجي جارودي - دافير بنيامين – صاحب كتاب، محمد في الإنجيل. - الدكتور مراد هوفمان – صاحب كتاب كتاب الإسلام كبديل. - موريس بوكاي – صاحب كتاب القرآن والكتب والمقدسة في ضوء العلم. - الدكتور رو كفاك Ro Kavak. - الدكتور روبرت كرين، المعروف بـ: فاروق عبد الحق. - مدير الأمن القومي في عهد نكسون، وصاحب رسالة (القيادة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين).... وغيرهم | |
|